جدار ترامب والحياة البرية

س

في الخامس والعشرين من يناير، قام رئيس الولايات المتحدة -دونالد ترامب- بتوقيع طلب تنفيذي يأمر وزارة الأمن الداخلية باستخدام المصادر المالية الموجودة لبدأ بناء جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، وعلى حسب قوله فإن هذا سينقذ آلاف الأرواح، ويوفر الملايين من فرص العمل ومليارات الدولارات، ولكن الشيء الذي لم يتم أخذه بعين الاعتبار هو كيف سيكون تأثير ذلك على الحياة البرية، نعم قد ينجح هذا الجدار من منع الناس من العبور بسهولة إلى الولايات المتحدة، وأيضًا سينجح بمنع انتقال الحيوانات البرية التي يمتد موطنها بين حدود البلدين.

فحيوانات مثل ضفدع أرويو، سمندل الماء الأسود المرقط -الذين هم معرضون للخطر طبقًا لIUCN-، النمر المرقط، كبش الصحراء، نقار الخشب، قد يتعرض مسكنهم وتنوعهم الوراثي للتهديد إذا تم بناء الجدار، فكما يقول هوارد كويغلي -الرئيس التنفيذي لبرنامج الجاغوار ومدير برنامج Puma لدى جمعية Panthera- إن بناء الجدار سيمنع تدفق الجينات، وهذا شيء له أثر سيء على الأنواع، على سبيل المثال، إذا تم تقسيم السكان من الحيوانات إلى نصفين، قد يؤدي إلى عدم التكاثر إذا لم يكن هناك كم كافي من الأزواج.

وكما يقول جيسي لاسكي -أستاذ مساعد في علم الأحياء، جامعة بنسلفانيا- “وبالإضافة إلى هذا، فإن قانون REAL ID الذي صدر عام 2005 يمنح الحق لوزارة الأمن الداخلي تخطي كافة القوانين التنظيمية والمراجعات البيئية من أجل بناء الجدار الفاصل، وهذا يعني أن المشروعات الضخمة يمكن إتمامها بدون أخذ كافة التدابير والاحتياطات البيئية اللازمة”.

قام جيسي لاسكي بإجراء تحقيقاته في أعقاب قانون Secure Fence عام 2006- وهو قانون سمح لجورج بوش ببناء سياج يمتد لمسافة 1126 كم على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك البالغ طولها 3,218 كم-، حيث أنه يذكر وهو طالب دراسات عليا صدرت دراسة تنص على “إن السياج الجديد والأسوار المقترح بناءها على طول الحدود تشكل تهديدًا كبيرا للحياة البرية، وبخاصة الحيوانات التي تعيش على طول سواحل خليج تكساس، كاليفورنيا ومراعي ولاية أريزونا، نيو مكسيكو، تشيهواهوا والمكسيك.” لذلك قام جيسي وزملائه باستخدام قاعدة بيانات عامة لمعرفة أماكن وجود التجمعات المختلفة من الحيوانات التي تعيش على الحدود، ثم قاموا بتحديد إذا ما كانت هذه الحيوانات عرضة للخطر أو مهددة بالانقراض، ووجدوا أن هناك أربعة أنواع مسجلين على أنهم عرضة للخطر عالميًا أو من قبل الولايات المتحدة والمكسيك، بالإضافة إلى 23 حيوان من ذوي الأحجام الصغيرة، منهم ضفدع كاليفورنيا أحمر الأقدام والقط البري يغورندي المهدد من قبل السياج.

وأضاف جيسي أيضًا أن الغطاء النباتي يساعد الحيوانات في التخفي وحماية أنفسهم، وبناء الجدار يمكن أن يدمر هذا، كما أنه قد يدفع الحيوانات المهددة بالانقراض والحيوانات ذات المساكن المحدودة إلى الهاوية، وإذا بدأت بالاختفاء فقد تخفض من كفاءة النظام الإيكولوجي، فعلى سبيل المثال إن اختفاء النمر المرقط يؤدي إلى تضخم أعداد الغزلان والخنازير البيكارية، وأشارت دراسات أخرى أن اختفاء المفترس من نظام بيئي يمكن أن يجعل الفرائس أقل حذر وقد تؤدي إلى اختلالات بالنظام عندما تزداد أعدادها.
ولا يمكننا القول بان هذه الجمعيات تعارض التطوير والبناء، فإن الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تمتلك سياج، فسياج أقيم لمنع اللاجئين بين سولفانيا وكورواتيا يؤذي الذئاب الرمادية ووشق أوراسيا، وتشير دراسة بأنه قد يهدد منطقة الدببة البنية، ومثال أخر على ذلك، تم إنشاء سياج طوله 4,800 كم عام 1950 في الجنوب الغربي لأستراليا؛ لحماية الأغنام من الكلاب البرية، ولكن ارتد هذا الأمر عليهم فقد حمى السياج الأغنام كما حمى حيوانات الكنغر، فازدادت أعدادها وأصبحت تنافس الأغنام في العشب.
وكما يقول راسل أونر “يجب على الإنسان أن يكون حريصًا، فأي شيء بني بواسطته يمكن تدميره بواسطة الطبيعة”
______________
إعداد وتصميم: omar khaled
تدقيق: Bara’a Thweib
مصدر: https://goo.gl/ZV67GL
https://goo.gl/brNUKr

شارك المقال: